في أحيان كثيرة نقول لأبنائنا "وأنت ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟" وقد يشمل السؤال الكثير من الدعابة وفي نفس الوقت يخفي جزء من الجدية لأن الجميع يشغله المكانة التي سيكون عليها الطفل في المستقبل.
إن بعض الآباء يعملون على مساعدة أبنائهم في هذه التطلعات؛ فهم يدرسون رغباتهم وميولهم وقدراتهم ويوجهونهم إلى الطرق الصحيحة في الاختيار. وقد يعمل البعض الآخر على القضاء على اهتمامات أطفالهم دون أن يشعروا بذلك عن طريق تغيير اتجاهاتهم. والبعض الآخر يتوهم أن لدى الأبناء قدرات معينة وهم ليسوا كذلك لأن هذه القدرة قد تكون حالة طارئة ونتيجة لظروف آنية ومثال على ذلك أن الأم التي ترى ابنتها تحب الغناء والمسرح والتمثيل في فترة معينة ولديها قدرة على الأداء الجيد قد تعتبر أن ابنتها لديها موهبة معينة أو قادرة على أن تصبح في المستقبل أديبة، وأن هذا هو اتجاهها. ولكن قد يكون جميع ما قامت به الابنة هو لفترة معينة وليس أكثر. والجدير بالذكر أن اهتمامات الطفل في الصغر يكون لها تأثيراً كبيراً على حياته وتصرفاته المستقبلية.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن نحكم على هذا أو ذاك؟ وكيف نحكم عليه بأنها سوف تستمر أو لا؟ إن الآباء يسعدون عند بداية موهبة معينة لدى الأبناء.. لذا عليهم تنميتها وتطويرها وعلى عكس ذلك كثيراً ما يواجه الآباء مشكلة في سلبية الأبناء وعدم وجود اهتمامات لديهم من حيث المستقبل وفي هذه الحالة لا بد من الاستعانة بعناصر خارجية مثل المعلمين في المدرسة وممن يكون لديهم معرفة بما لديه من طاقات. وفي الحالات الدقيقة لا بد من الاستعانة بأخصائي نفسي لتكون مهمته التقرب من الابن والتوصل إلى أعماق نفسه لاكتشاف هذه الميول أو اصطحابه في رحلات استكشافية وزيارات إلى مصانع وشركات ومسارح وغيرها.
والنصيحة التي تقدم في جميع الحالات عدم الضغط على الأبناء وعدم التمسك بتقاليد معينة وما دامت طموحات الأبناء لا تؤذي أحداً أو مشاعر الآخرين فلا ضير من تشجيعها وتقويتها فالحرية في مجال اختيار المستقبل تعتبر من أهم دعائم الحياة المستقبلية الناجحة للأبناء.